الفهم الخاطئ لبعض العادات والتقاليد والظروف الإجتماعية والإقتصادية الصعبة التى يعيشها أغلب الشباب , إنشغال الأهل بتأمين مستقبل أبنائهم إقتصادياً وإهمال التربية السليمة فى الوقت نفسه ” الدلع ” الزائد على الحد والرغبة فى العثور على حضن بديل لحضن الأسرة المشغولة , وقبل كل ذلك النصيب.
كلها أسباب ساهمت فى أن تحصل كل واحدة من السيدات الصغيرات اللاتى سوف تستمع إلى تجاربهن بعد قليل على لقب مطلقة قبل أن تكمل العشرين من عمرها.
إنها مأساه نعرضها على سبيل العبرة والعظة ونتمنى أن تسهم قراءتك لهذا الموضوع فى منع حدوث المزيد من حالات الطلاق لهذه الأسباب , فإذا كانت لك أخت أو قريبة أو زميلة تتعرض لظروف مشابهه , فمن فضلك تدخل قبل فوات الأوان.
تقول هبة ع.م :
سأكمل عامى العشرين بعد ثلاثة أشهر وأحمل لقب مطلقة منذ حوالى خمسة شهور فقد كنت على مستوى العائلة كلها من أجمل بناتها , وكنا عندما نجتمع فى أى مناسبة فى الأفراح والأعياد كان كل شباب العائلة.
وكل الأقارب يشهدون لى بما حبانى به الله من جمال وأناقة ودلال ساعدنى عليه اننى كنت وحيدة والدى , وعندما وصلت إلى سن السادسة عشر بدأ يتقدم لطلبى أكثر من عريس من الجيران ومن العائلة.
وبعد أن انهيت دراسة الثانوية العامة والتحقت بالسنة الأولى بكلية تجارة انجليزى شاء القدر أن احضر فرح إحدى بنات العائلة مع والدى وكان على ظهر احدى المراكب النيلية الفاخرة وشاهدنى احد الاطباء الحاضرين.
وعلى الرغم من انه يكبرنى بنحو 15 سنة إلا أن وسامته وحديثه المهذب ولباقته , وقوة حضور شخصيته كانت تكفى بعد القسمة والنصيب لأن يوافق عليه أبى وأمى.
وبالطبع بعد أن شاهدا فى عيونى عدم الإعتراض وافقا عندما حضر الطبيب إلى منزلنا مع عائلته الكبيرة والثرية المحترمة وطلب سرعة إتمام الزواج وخلال أسابيع معدودة تم الزفاف.
وسافرنا إلى احدى القرى السياحية لنقضى شهر العسل وكنا فى غاية السعادة ومرت هذه الأيام بسرعة أكبر من الخيال وعدنا لأواجه ما كنت أخاف منه وأخشاه.
بدأ ينشغل تماماً عنى بمسئولياته وذهابه إلى المستشفى صباحاً والتدريس والعيادة ودراسته ومؤتمراته والسفريات القصيرة والطويلة والطموحات التى تملأ تفكيره كل هذه الأشياء لم تترك لى أى حيز فى تفكيره واكتشفت سريعاً اننى الأن واجهه إجتماعية مكملة له فقط.
واننى لا اتعدى أن أكون قطعة من قطع الاثاث الفخمة الأنيقة التى تملأ الدور الأول من فيلا عائلته التى أعيش بينها , الاهمال بدأ يتزايد بمرور الشهور والأيام والفراغ والتفكير بأننى اخطأت وتسرعت كان يسيطر على كل لحظات حياتى واحسست أن أيام عمرى كله بدأت تتسرب منى.
وكان لابد من وقفة مع زوجى ليضع حداً لما وصلت إليه من حالة نفسية سيئة وكنت مترددة جداً لأن يصل حالى إلى لحظة المواجهة بطلب الطلاق.
ولكن بعد أن وجدت أسرتى حالتى النفسية التى بلغت حد الذهاب إلى أكثر من طبيب أمراض نفسية وعصبية وكان أحدهم واخرهم هو الذى طلب من والدى الإسراع بطلاقى بعد أن وصلت حالتى الصحية لمرحلة السوء.
وبهدوء تام واحتفاظ كامل بكل أوصار الصداقة والود والمعروف مع زوجى السابق وأسرته أصبحت الأن أحمل لقب مطلقة على الرغم من انى لم ابلغ العشرين من عمرى.
وتقول م.ع :
وصلت الأن إلى نهاية عامى الحادى والعشرين وأدرس بالسنة الثالثة بكلية الحقوق ونشأت وسط أسرة ميسورة الحال والدى يعمل لأكثر من عشرين عاماً متصلة بإحدى الدول الخليجية ووالدتى مديرة إقليمية لإحدى الشركات السياحية الشهيرة ولى شقيق واحد انتهى من دراسته الجامعية وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من عامين.
بفضل الله ومنذ الطفولة وحتى الأن اعتادت والدتى أن تتحمل مسئولية رعايتى وتتعهد بكل طلباتى لأن والدى اراه مره واحدة كل عام خلال اجازته السنوية وغالباً ماتكون لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً بداية الصيف وتزوره والدتى مرة أو مرتين خلال العام فى الإمارات.
حيث يعمل لذلك لم أكن أشعر بالدفء العائلى وهو ماجعلنى احتمى فى أول تجربة عاطفية بشقيق احدى زميلاتى الذى يدرس ايضاً فى احدى الكليات العملية فى السنة الثالثة.
وجدت نفسى بمرور الوقت لا أستطيع مفارقته والجلوس معه فى كافيتريا الكلية واحكى له كل أحوالى وهمومى ووجدت فيه الحنان الذى افتقدته بسبب عدم وجود والدى بجانبى.
وكان هذا الحبيب الذى ساقنى القدر للارتباط به , له حضور قوى جداً وشخصيته طاغية تحكمت فى كل تصرفاتى حيث اننى وجدت نفسى لا افعل أى شئ بدون الرجوع إليه.
وجاءت لحظة المواجهة مع والدتى والتى أخبرت والدى فى نفس اليوم بالتليفون عندما صارحتها بهذا الحب ورغبة شقيق صديقتى فى الارتباط والزواج بى.
وكانت الصدمة فى عدم الموافقة من جانبهم بعد أن تحروا عنه وعن ظروفه وأنه مازال طالباً وايضاً الفوارق الاجتماعية لأنه من أسرة فقيرة تعيش فى احدى الاحياء الشعبية وعلى الرغم من تكرار محاولة اقناع والدتى فإنها رفضت بإصرار لا يقبل المناقشة.
أمام شدة الارتباط بهذا الشخص وافقته على عرضه بالزواج العرفى بعد أن اقنعنى بأنه خطوة مؤقتة تضع الجميع أمام الأمر الواقع , اعترف اننى وبعد أن اتممت هذا الزواج سراً بأننى عشت معه احلى فترة فى حياتى ولمدة شهور ووجدت نفسى بعدها فى مفترق طرق وضعت نفسى وبيدى فيها عندما تبدلت الاحوال وتحول هذا الحب إلى سراب.
وواجهت كل طلبات زوجى المادية المتزايده وكأننى اكتشفت فى كل يوم يمر على أننى بالنسبة له صفقة مادية ووجدت طمعاً متزايداً لا استطيع الوفاء بالطلبات التى بفاجئنى بها كل يوم حتى أنه ذهب وبدون أن يصارحنى وقابل والدتى واخبرها بهذا الزواج العرفى عندها انهارت والدتى وحضر والدى من السفر.
وأصبحت محاصره من كل اتجاه فجأة والصدمة أمامى فيمن أخترته ولم أوفق فى اختياره يساوم على اشهار الزواج مقابل المال واسرتى كلها تتقلب على نار هادئة مرت سنة كاملة فى عذاب.
لا أستطيع وصفه ولم ادخل الامتحان فى هذه السنة واثمر هذا الزواج طفلة جميلة اتحمل وحدى مسئوليتها ووالدتى تتكفل بكل المصاريف لعدم استطاعتة زوجى الوفاء بأى شئ وفى كل يوم كان يمر على اكتشف التفاهه وعدم التفكير السليم الذى قادنى لهذا الموقف وكان الطلاق الذى لابد منه ليهدأ تفكيرى واتفرغ لرعاية مستقبلى ومستقبل صغيرتى.
واصبحت مطلقة وانا فى العشرين من عمرى بل وأما لطفلة لا أدرى ماذا تخبئ لى الأيام .
وتقول ح.س.ع :
طالبة بالسنة النهائية بإحدى الكليات الأزهرية .. حالتى وما وصلت إليه الأن هى صرخه عالية فى وجه ظلم العادات والتقاليد القاسية التى تتحكم فى كل تصرفات أهل الجنوب وعلى الرغم من أنى لا أزال أفتخر واشعر بالزهو بأننى مولوده فى احدى قرى الجنوب الاسوانى ومايحمله من قلوب طيبة لا تعرف الكذب أو الضغينة فإن كل ذلك لا يشفع للعادات والتقاليد التى تتحكم فى تصرفاتهم وأهمها زواج الفتاه.
بمجرد أن تقترب أو تتخطى سن السادسة عشر ويكون الزواج فى كل الأحوال وأغلبها من أحد أقاربها أو أبناء عمومتها.
وحالتى أننى عندما حصلت على الثانوية الأزهرية , وتم ترشيحى للقبول بإحدى الكليات الأزهرية كان القرار على الفور هو تقدم ابن عمى للزواج بى الذى يعمل مع والده بالتجاره ولهذا توقف تعليمه عند المرحلة الابتدائية.
وتم الزواج الذى استمر ما يقارب ثلاثة أعوام ونصف واثمر طفلاً فى نهاية عامه الأول الأن طوال هذه الفترة كانت حياتى كلها مشاجرات ومشاحنات لاتتوقف لشعوره الداخلى بفارق المستوى الثقافى والتعليمى بينى وبينه.
وكان دائماً مايعترف بذلك عندما تصاعدت الامور واستحالت الحياة معه , فهو فى نهاية كل مشاجرة كان يستعمل يده فى إيذائى وضربى.
لذلك كان قرار اسرتى بضرورة الطلاق فى هدوء والحمد لله تفرغت فى الفترة الاخيره لدراستى ورعاية ابنى وأثق فى أن الله سيعوضنى عن هذه التجربة المريره التى أوصلتى لأن أكون مطلقة وأنا مازلت فى بداية العشرينات من عمرى.
الاستاذه جانيت ابراهيم :
مستشار علم النفس والاجتماع بوزارة التربية والتعليم ترجع اسباب هذه الظاهره إلى أن عدم نضج الفتاة عقلياً ووجدانياً يجعلها لا تستطيع أن تختار الاختيار السليم المتكافئ.
كما أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية المحيطة بالمجتمع تجعل الفتاة تتعجل أمر الزواج حتى لا توصف بالعنوسة.
وايضاً عدم توافر الحب والامان والدفء داخل الأسرة يجعل الفتاة تتصور انها سوف تجده عند الزوج الثرى مثلاً أو الأكبر سناً ليعوضها عن حب الاب ثم تكتشف بعد ذلك سوء هذا الاختيار.
هناك ايضاً عدم وعى الاسرة بدورها الحقيقى فى تنشئة الفتاه وتحقيق النمو الوجدانى الذى يجعلها أكثر استقراراً نفسياً عندما تختار شريك حياتها.
كما أن ارغام الفتاة على الزواج طبقاً للتقاليد والعادات دون النظر للتكافؤ .. يصل بها إلى تجربة زواج فاشلة.